الأمين العام للجماعة یلتقي مسؤولين وبعض أعضاء هذه المنظمة في أذربيجان الغربية
التقى الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح يوم الخميس 13 أكتوبر على رأس وفد مكون من أربعة أشخاص بالمسؤولين التنفيذيين وبعض أعضاء وقدامى الجماعة في أورميه ودار بینهم الحوار.
في رحلة استغرقت يوماً واحداً التقى الأستاذ عبد الرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح بأعضاء المجالس التنفيذية للمكاتب والفروع والرواد القدامى وشباب الجماعة على مستوى المحافظة وناقشوا القضايا التي تتمحور حول التغيرات في المجتمع ورسالة الحركات الدينية والمدنية.
وفي اللقاء الأول جعل الآية 8 المباركة من سورة المؤمنون محور حديثه وقال: بعد التأكيد على سعادة المؤمنين، وبيان صفاتهم والتأكيد على أسباب الإيمان، جعل الله تعالی فضيلتین عظيمتین للمؤمنين ومسؤوليتین ثقیلتین علی عاتقهم وهما الأمانة والوفاء بالعهد؛ واعتبر سماحته الصحوة الإسلامية المخاطب الرئيسي لهذه المسؤولية، والله تعالی المشرف الأول علیها.
وعرّف الأستاذ بيراني المسؤولية بأنها التنسیق بين قدرة الإنسان واحتياجات المجتمع، وأشار إلى أنه إذا كنا قبلنا مسؤولية ما، فيجب علينا تنسیق أنفسنا بما يتوافق مع سرعة التغييرات واحتياجات المجتمع وإجراء التغييرات اللازمة في هيكلنا وبرنامجنا وطريقة أدائنا.
وللإجابة علی هذا السؤال "هل من الممكن الاستجابة لاحتياجات المجتمع الحالية من خلال القيام بأنشطة منذ 20 أو 50 عاما مضی؟"، أكد على ضرورة التغيير واعتبر عدم التغيير بمثابة الركود والتراجع ونقص التأثير الإيجابي في المجتمع.
واعتبر عضو المجلس المركزي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدم الفهم الصحيح لسرعة التغيرات والعولمة من أخطاء الحركات الدينية وأکد علی الاعتراف بالتغيرات والتطورات الاجتماعية وخلق منصة للأنشطة المناسبة کأولويات الجماعات والفرق والحركات الدينية والمدنية.
واعتبر الأمين العام للجماعة أن إجراء تغييرات في بنية الجماعة وخططها في المستقبل طریق یؤدي إلی تدين أفضل وحركة فعالة في العصر الحالي، وممارسة ضرورية وحيوية.
وفي لقاءات منفصلة مع كبار الرواد القدامی والشباب، أكد الأستاذ عبد الرحمن بيراني على ضرورة تغيير البنية والبرامج والأساليب، مشیراً إلى الآيتين 143 من سورة البقرة، و 77 من سورة القصص، حول تغییر القبلة في بدایة الإسلام مصرحاً بأن مکان القبلة بطبیعته يفتقر إلى القداسة، وهذا هو منهج الإنسان في مختلف الظروف وهو أمر قيم، وكان اتخاذ الحل وفق الظروف الجديدة مطلباً لجميع الرسالات عبر التاريخ سیما رسالة الإسلام.
وفي إشارته إلى قوله تعالى «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿ابراهيم: ٤﴾ حدد واجب الجماعة ورسالتها، تبليغ رسالة الدين وتبیینها، حسب الظروف والثقافات والآداب وخطاب العصر الحاضر (لسان الناس) واعتبر الواقعية إحدى السمات البارزة للجماعة خلال سنوات نشاطها الطويلة.
وتجدر الإشارة إلى أنه رافق الأمین العام في هذه الرحلة التي استمرت يوماً واحداً، جمال إسماعيلي مسؤول الهيئة التنفيذية المركزية، وصلاح قاسمياني مسؤول مقر الانتخابات، وجلال معروفيان مسؤول القسم الثقافي والاجتماعي.
وفي الاجتماع الأول، قدم عبد الكريم عزيز زاده، مسؤول فرع أذربيجان الغربية، خلال ترحيبه بالحضور، تقريراً عن أداء الجماعة في السنوات الأربع الماضية وثمن تواجد الأمين العام في المناطق والفروع ولقاءاته المباشرة مع أعضاء هذه المنظمة المدنية في تعزيز التماسك التنظيمي وتنامي الأخوة الدينية.
ویشار إلى أن كلاً من الأعضاء المرافقين للأمين العام أكدوا في كلماتهم على ضرورة إحداث تغييرات في البنية والبرامج وأساليب النشاط وخلق الأمل وغيرها، ورأوها ذلك ضرورياً. واعتبروا التعلم المستمر والتخصص للأعضاء ضرورة العمل مؤکدین على تطبيق التعاليم الدينية في خدمة الشعب بشكل عملي.
كما قام الأمین العام بتقییم دور الدين ووظيفته كمكمل للأخلاق والفضائل الأخلاقية الهامة واعتبر اتخاذ خطاب إنساني صحیح واجتیاز المذهبیة أمراً ضرورياً لبقاء منظمة اجتماعية ثقافية ذات خلفية إسلامية واستمرار خدمة المواطنين، مؤکدا علی أن أي محاولة للوصول إلى السلطة السياسية في ظل الإسلاموية محكوم عليها بالفشل، وبنظرة وظيفية اعتبر واجب المؤسسة الحكومية توفير الحرية والأمن والرفاهية العامة والعدالة، ووصف التدخل المتبادل للمؤسسة الحكومية في مؤسسة الدين بأنه غير صحيح وينتهي الأمر على حساب كليهما. وكان التأكيد على الديمقراطية باعتبارها أقل أنواع الحكم ضرراً ضد الاستبداد والعرقلة موضوعاً آخر للمناقشة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في نهاية الاجتماعات الثلاثة تم الرد على أسئلة الأعضاء وانتقاداتهم ومقترحاتهم من قبل الأمين العام وأعضاء مجلس الإدارة المرافقين له.
الآراء